المغرب: وطن الإيمان والتنمية والوحدة في مواجهة التحديات
المغرب: وطن الإيمان والتنمية والوحدة في مواجهة التحديات
الدار البيضاء نجوم بريس 10 ابريل 2025 خامسة ونصف مساءا
في ظل الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي استهدفت استقرار المغرب من خلال تسريب وثائق الضمان الاجتماعي، يجدر التأكيد على أن المملكة المغربية تمثل كيانًا متماسكًا يستند إلى تاريخ عريق وهوية راسخة وقيم متجذرة.
دولة إسلامية عصرية بقيادة حكيمة
يمثل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نموذجًا للدولة الإسلامية المتوازنة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة. ينص الدستور المغربي على أن الإسلام دين الدولة، مع ضمان حرية المعتقد للجميع، حيث تضطلع المؤسسة الملكية، من خلال صفة “إمارة المؤمنين”، بدور محوري في حماية القيم الإسلامية والمجتمعية القائمة على العدل والتضامن.
هذا التوازن الفريد بين الإيمان والحداثة يشكل ركيزة صمود المغرب أمام مختلف التحديات. فالشعب المغربي يؤمن بأن الرزق بيد الله، وأن التفاوت في الثروات جزء من حكمة إلهية، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ﴾.
اقتصاد متنوع وحماية اجتماعية شاملة
يتميز الاقتصاد المغربي، رغم التحديات الإقليمية والعالمية، بتنوعه وقدرته على الصمود، ويرتكز على:
– بنية تحتية متطورة : تشمل ميناء طنجة المتوسط، وشبكات طرق حديثة، ومشاريع رائدة في الطاقة المتجددة مثل مجمع “نور” للطاقة الشمسية.
– قطاعات إنتاجية حيوية : تتضمن زراعة متطورة وفق مخطط “الجيل الأخضر”، وصناعة سيارات متقدمة، وقطاع سياحي يجذب الملايين سنويًا.
– منظومة مالية منفتحة : تتمثل في نظام بنكي متطور، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، ودعم المشاريع الصغرى والمتوسطة من خلال برامج مثل “انطلاقة” و”رائد”.
– نظام حماية اجتماعية متكامل : يتجلى في إصلاح منظومة الضمان الاجتماعي وتعميم التغطية الصحية وتوسيع شبكة المعاشات التقاعدية.
مواجهة الهجمات الإلكترونية بالوحدة الوطنية
إن محاولات تسريب وثائق الضمان الاجتماعي من قبل جهات معادية تذكرنا بأهمية اليقظة الرقمية، لكنها في الوقت نفسه تكشف فشل هذه الأطراف في زعزعة الاستقرار المغربي، حيث أن:
– التفاوت الاقتصادي ظاهرة عالمية : مع التزام المغرب بتقليص الفوارق من خلال سياسات التضامن الاجتماعي.
– الشفافية خيار استراتيجي : يتبنى المغرب سياسات متقدمة في مكافحة الفساد وتعزيز الحكامة الجيدة.
– الوحدة الوطنية قوة رادعة : أثبتت التجربة المغربية أن التلاحم الشعبي يمثل الحصن المنيع ضد مختلف التهديدات.
رسالة أخوية إلى الشعب الجزائري
تربط الشعبين المغربي والجزائري روابط تاريخية ودينية وثقافية عميقة. ويبقى المغرب متطلعًا إلى:
– **علاقات قائمة على الاحترام المتبادل**: بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمنافسات غير المجدية.
– **التنمية المشتركة**: توجيه الموارد نحو تحسين مستوى معيشة الشعوب بدلًا من النفقات العسكرية المتزايدة.
– **التعاون الإقليمي**: تظل يد المغرب ممدودة لبناء مستقبل مشترك يحترم سيادة كل دولة ووحدة أراضيها.
إيمان راسخ ومستقبل واعد
سيظل المغرب، بقيادة ملكه وبتضافر جهود شعبه، صامدًا في وجه كل محاولات المساس باستقراره أو وحدته الترابية. فالأمة التي تؤمن بقضاء الله وقدره، وتعمل بجد لتحقيق العدالة بين أبنائها، قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾.