مركب محمد الخامس الرياضي: إصلاحات مكلفة تثير تساؤلات حول الجودة والشفافية

مركب محمد الخامس الرياضي: إصلاحات مكلفة تثير تساؤلات حول الجودة والشفافية

 

نجوم بريس محمد رضي

الدار البيضاء – في ختام مباراة الديربي البيضاوي بين قطبي الكرة المغربية الرجاء الرياضي والوداد البيضاويين ، التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله، طفت على السطح مجدداً عيوب إنشائية واهمال كبير في صيانة غير مكتملة بمركب محمد الخامس الرياضي بالدار البيضاء، ما أثار تساؤلات حول جدوى الإصلاحات المكلفة التي خصصت لها ميزانية تقارب 25 مليار سنتيم.

 

تفاصيل العيوب خلال المباراة
– رغم الاحتفاء الرسمي بإعادة افتتاح المركب بعد أشهر من الأشغال، لاحظ الجمهور والمتابعون عبر الشاشات:
• كراسي متهالكة في المدرجات الغربية، مع انزياح بعضها عن مواقعها.
• تشققات في الجدران بممرات الخدمة، ما أثار مخاوف من تداعيات أمنية مستقبلية.
• نقص في إضاءة الزوايا الشرقية للملعب، مما أثر على تجربة المتفرجين.
• تأخير في فتح بوابات الخروج بعد نهاية المباراة، ما تسبب في ازدحامات وفوضى تنظيمية.

 

ردود فعل الجماهير: “العار يطال الإدارة قبل الملعب”
عبّر مشجعون عن غضبهم من التناقض بين الوعود الرسمية بملعب “مطابق للمعايير الدولية” وواقع العيوب التي ظهرت خلال الديربي. وقال أحد الحضور: “التعادل في المباراة كان أقل إيلاماً من رؤية تاريخ هذا الملعب يُدار بهذه الارتجالية”، في إشارة إلى تراكم الأخطاء الإدارية.

اتهامات بالتسرع والاستهتار
وجهت نقابات مهنية ومراقبون اتهامات لإدارة المشروع بالتسرع في افتتاح المركب دون استكمال الأشغال، لاستغلال حدث الديربي إعلامياً. وأكدت مصادر إعلامية أن أجزاءً من المدرجات جرى عزلها عن الجمهور خوفاً من انهيار الكراسي، بينما نفت شركة “سونارجيس” المكلفة بالأشغال وجود “أية مخاطر جسيمة”.

مسؤولون بين التبرير والاعتذار
أصدرت جماعة الدار البيضاء بياناً اعترفت فيه بـ”بعض الثغرات التقنية”، معتبرة أنها “غير مقلقة”، ووعدت بـ”معالجتها قبل كأس إفريقيا 2025”. من جانبه، قال مصدر مسؤول في الشركة المُشغلة: “العيوب طفيفة وتُعدِّل نفسها مع استمرار الاستخدام”، وهو تصريح أثار سخرية واسعة على منصات التواصل.

 

مطالب بإعادة المحاسبة وتدخل عاجل
في ضوء الأزمة، طالب خبراء وعُمداء سابقون ب:
1. تشكيل لجنة تحقيق برلمانية للوقوف على أسباب فشل الإصلاحات رغم الميزانيات الضخمة.
2. تعليق التعاقد مع شركة “سونارجيس” حتى انتهاء التحقيقات.
3. تعويض جماهير الفريقين عبر خصم 50% من أسعار تذاكر المباراتين القادمتين.

تأثيرات مستقبلية على سمعة المغرب الرياضية
يأتي الجدل في توقيت حرج، إذ يُفترض أن يستضيف المركب مباريات كأس أمم إفريقيا 2025، ويدخل ضمن استعدادات المغرب لـكأس العالم 2030. وحذرت تقارير دولية من أن استمرار الأخطاء قد “يُضعف ثقة الاتحادات الرياضية في قدرة المغرب على تنظيم الأحداث الكبرى”.

 

بينما يُعيد التعادل في الديربي إحياء التنافس الكروي، فإن العيوب الإنشائية تعيد تأكيد فشل إدارة الملف الرياضي في تحقيق التوازن بين “الاحتفاء بالحدث” و”احترام معايير الجودة”. السؤال الذي يفرض نفسه: هل تُترجم الصرخات الجماهيرية إلى إرادة سياسية لإنقاذ رمزية الملعب قبل فوات الأوان؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.