مصر تودع الفريق أحمد شفيق: رحلة قائد من سماء الحرب إلى قلب السياسة
مصر تودع الفريق أحمد شفيق: رحلة قائد من سماء الحرب إلى قلب السياسة
الدار البيضاء نجوم بريس
محمد رضي
ودعت مصر الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق والمرشح الرئاسي السابق، الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 82 عامًا بعد معاناة مع المرض. يُعد رحيل شفيق خسارة لشخصية وطنية بارزة تركت بصمتها في تاريخ مصر العسكري والسياسي.
## مسيرة حافلة بالإنجازات
بدأت رحلة شفيق في القاهرة عام 1941 حيث ولد ونشأ قبل أن يلتحق بالكلية الجوية المصرية التي تخرج منها عام 1961. لمع نجمه كطيار حربي متميز، وسجل بطولات في سماء المعارك خلال حرب أكتوبر 1973 التي استعادت فيها مصر كرامتها وأراضيها المحتلة.
تدرج شفيق في المناصب العسكرية حتى تولى قيادة القوات الجوية المصرية، ليضيف إلى سجله العسكري إنجازات في تطوير هذا السلاح الاستراتيجي. وبعد مسيرته العسكرية، انتقل إلى العمل المدني كوزير للطيران المدني حيث أشرف على تحديث قطاع الطيران المصري.
## من القيادة العسكرية إلى قلب الأزمة السياسية
مثّل عام 2011 نقطة تحول في حياة شفيق، حيث كُلف بتشكيل الحكومة المصرية في أعقاب ثورة 25 يناير، وهي فترة عصيبة شهدت اضطرابات سياسية غير مسبوقة. رغم قصر فترة حكومته، إلا أنها كانت محطة فارقة في تاريخ مصر المعاصر.
لم تنته علاقة شفيق بالسياسة بعد تركه رئاسة الوزراء، بل خاض غمار الانتخابات الرئاسية عام 2012، حيث وصل إلى الجولة النهائية وحل في المركز الثاني في سباق رئاسي هو الأول من نوعه في مصر بعد الثورة.
## شخصية مثيرة للجدل والتقدير
عُرف شفيق بشخصيته القوية وآرائه الصريحة التي جعلته محل جدل واسع بين المصريين. تباينت المواقف تجاهه بين مؤيد يرى فيه رجل الدولة القوي والعسكري المحنك، ومعارض اختلف مع توجهاته السياسية.
رغم الاختلاف حول مواقفه السياسية، يبقى شفيق أحد الشخصيات الوطنية التي خدمت بلادها في مواقع متعددة. وقد عبر كثير من المصريين والشخصيات العامة عن حزنهم لرحيله، مشيدين بدوره في خدمة الوطن سواء في الميدان العسكري أو المدني.
## إرث يتجاوز الخلافات
يرحل الفريق أحمد شفيق تاركًا وراءه إرثًا متنوعًا من الخدمة الوطنية، ومسيرة غنية بالتحولات والمحطات المفصلية. وبغض النظر عن الاختلاف حول مواقفه وقراراته، فإن مسيرته تبقى جزءًا من تاريخ مصر المعاصر الذي شهد تحولات كبرى في العقود الأخيرة.
ودعت مصر ابنها الذي انتقل من قيادة الطائرات الحربية إلى قيادة الوزارة، ومن ساحات المعارك إلى ساحة السياسة، ليكتب اسمه في سجل التاريخ المصري الحديث.