رحيل صامت لعملاق الشعر الأمازيغي: الشيخ التهامي يغادر دون وداع رسمي

رحيل صامت لعملاق الشعر الأمازيغي: الشيخ التهامي يغادر دون وداع رسمي

 

مكناس سبع عيون : نجوم بريس

ايت احمد حميد

 

في خسارة كبيرة للمشهد الثقافي الأمازيغي، ودع عالمنا الشاعر الغنائي الأمازيغي الكبير الشيخ التهامي احنيش، أحد أبرز أعمدة الشعر والغناء الأمازيغي في منطقة إقليم صفرو والأطلس الكبير، تاركاً وراءه إرثاً فنياً امتد لأكثر من ثلاثين عاماً من العطاء المتواصل.

الشيخ التهامي، الذي ترعرع بين أحضان جبال صغرور حيث الطبيعة الخلابة التي ألهمت شعره وفنه، رحل عن دنيانا في صمت مؤلم، دون أي حضور رسمي أو تمثيل عن وزارة الثقافة، وفي غياب تام للتغطية الإعلامية سواء على المستوى الجهوي أو الوطني.

وقد عُرف الراحل بكونه من الرواد الذين كرسوا حياتهم لخدمة الأغنية الأمازيغية والحفاظ على التراث الشعري الأمازيغي الأصيل، حيث استطاع عبر مسيرته الفنية الطويلة أن يقدم أعمالاً شعرية وغنائية لامست وجدان الجمهور الأمازيغي وعبرت عن همومه وتطلعاته.

ويأتي رحيل الشيخ التهامي في وقت تشهد فيه الثقافة الأمازيغية تحديات كبيرة في الحفاظ على مكانتها ضمن المشهد الثقافي العام، مما يطرح تساؤلات حول مدى اهتمام الجهات الرسمية بالمبدعين الأمازيغ وتقدير إسهاماتهم في إثراء المشهد الثقافي المغربي.

إن غياب التمثيل الرسمي والتغطية الإعلامية لوداع شخصية بحجم الشيخ التهامي يعكس إشكالية أعمق تتعلق بالاعتراف بالثقافة الأمازيغية ورموزها، ويثير انتقادات واسعة في الأوساط الثقافية والفنية التي طالما نادت بضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام للتراث الأمازيغي باعتباره مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية.

ويبقى السؤال مطروحاً: متى ستحظى الثقافة الأمازيغية ورموزها بالمكانة التي تستحقها في المشهد الثقافي والإعلامي الرسمي؟

رحم الله الشيخ التهامي، وألهم أهله ومحبيه وعشاق فنه الصبر والسلوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.