26 عاماً تحت القيادة الرشيدة: كيف حوّل محمد السادس المغرب إلى نموذجٍ للتنمية والتكنولوجيا والانتصار الدبلوماسي؟
26 عاماً تحت القيادة الرشيدة: كيف حوّل محمد السادس المغرب إلى نموذجٍ للتنمية والتكنولوجيا والانتصار الدبلوماسي؟
صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله: ست وعشرون عاماً من القيادة الرشيدة وبناء المغرب الحديث
من التحدي إلى النموذج
عندما تولى صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين سنة 1999، كانت المملكة تواجه تحديين مصيريين: بناء اقتصاد عصري، وإثبات سيادتها على صحرائها. اليوم، بعد ربع قرن، يُشهد للمغرب عالمياً بأنه نموذجٌ فريد يجمع بين تكنولوجيا متقدمة، صحة شاملة ، و دبلوماسية حاسمة . هذه قصة التحول التي أذهلت المراقبين.
الدار البيضاء ـ 26 يوليو 2025
على الساعة 00:02
منذ تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس مقاليد الحكم في 30 يوليو 1999، شهدت المملكة المغربية تحولاً جذرياً وشاملاً يمكن وصفه بأنه نهضة حضارية متعددة الأبعاد. هذه الرحلة الاستثنائية التي امتدت عبر ست وعشرين سنة من العطاء المتواصل، رسمت معالم مغرب جديد يتطلع نحو المستقبل بثقة وعزيمة راسخة.
أولاً: الإصلاحات الدستورية والسياسية – بناء دولة الحق والقانون
دستور 2011: ثورة دستورية حقيقية
يُعتبر دستور 2011 المحطة الأبرز في مسيرة الإصلاح السياسي بالمملكة، حيث جسد رؤية ملكية متقدمة لدولة عصرية ديمقراطية. هذا الدستور الرائد عزز مبدأ فصل السلطات، وكرس استقلالية القضاء، ووسع صلاحيات رئيس الحكومة والبرلمان، كما اعترف بالطابع التعددي للهوية المغربية من خلال ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية.
إصلاح منظومة العدالة
شهد القطاع القضائي إصلاحات جوهرية تمثلت في إنشاء المجلس الأعلى للسلطة القضائية لضمان الاستقلالية الكاملة للقضاء، إلى جانب تحديث الترسانة القانونية وتطوير البنية التحتية القضائية لضمان عدالة سريعة ونزيهة.
الجهوية المتقدمة: نموذج فريد للحكامة الترابية
تبنت المملكة نموذجاً طموحاً للجهوية المتقدمة يمنح الجهات صلاحيات واسعة وموارد ذاتية كافية لقيادة التنمية المحلية، مع إعطاء أولوية خاصة لجهة الداخلة-وادي الذهب والعيون-الساقية الحمراء في إطار تعزيز الوحدة الترابية.
ثانياً: الثورة الاجتماعية – نحو مجتمع متقدم ومتضامن
مدونة الأسرة: نقلة تاريخية في وضعية المرأة
تُعد مدونة الأسرة لعام 2004 إنجازاً حضارياً بامتياز، حيث حققت نقلة نوعية في مكانة المرأة المغربية من خلال ترسيخ مبدأ المسؤولية المشتركة في تدبير الأسرة، ورفع سن الزواج، وتقييد تعدد الزوجات، ومنح المرأة حقوقاً متساوية في الطلاق والحضانة والولاية.
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: برنامج استثنائي لمكافحة الإقصاء
منذ إطلاقها عام 2005، شكلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ثورة حقيقية في مقاربة التنمية الاجتماعية. هذا البرنامج الطموح الذي استفاد منه أكثر من 12 مليون مواطن، ركز على محاربة الفقر والإقصاص الاجتماعي من خلال تطوير البنى التحتية الأساسية وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل.
تعزيز حقوق المرأة والمساواة
حققت المرأة المغربية مكاسب تاريخية في عهد جلالة الملك، تجسدت في رفع نسبة تمثيلها في البرلمان والمجالس المحلية، وتوليها مناصب قيادية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الوزارات والسفارات والولايات والقضاء.
ثالثاً: النهضة الاقتصادية – بناء اقتصاد تنافسي ومتنوع
الثورة الصناعية: صناعات المستقبل
شهدت المم تعلكة تطوراً مذهلاً في القطاعات الصناعية الاستراتيجية:
– صناعة السيارات : أصبح المغرب مركزاً إقليمياً رائداً لتصنيع السيارات مع استقطاب عمالقة مثل رينو وبيجو وستيلانتيس
– **صناعة الطيران**: تطوير قطاع طيراني متكامل في طنجة ونوازور يشمل التصنيع والصيانة
– الصناعات الغذائية : تطوير سلاسل إنتاج متطورة تلبي المعايير الدولية
ثورة الطاقات المتجددة: ريادة عالمية
وضع المغرب نفسه في مقدمة الدول الرائدة عالمياً في مجال الطاقات المتجددة من خلال:
– مشروع نور : أكبر مركب للطاقة الشمسية في العالم بورزازات
– مشاريع الطاقة الريحية : استغلال الإمكانات الهائلة للرياح في المناطق الساحلية
– هدف 52% : تحقيق 52% من الاحتياجات الطاقية من المصادر المتجددة بحلول 2030
البنية التحتية الكبرى: شرايين التنمية
استثمرت المملكة بكثافة في مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية:
– القطار فائق السرعة : أول قطار فائق السرعة في إفريقيا والعالم العربي يربط طنجة بالدار البيضاء
– الموانئ العملاقة : تطوير موانئ طنجة المتوسط والناظور والداخلة لتعزيز الموقع اللوجستي
– الشبكة الطرقية : توسيع شبكة الطرق السيارة لتغطي كامل التراب الوطني
رابعاً: الدبلوماسية الناجحة – تعزيز المكانة الإقليمية والدولية
الانتصار الدبلوماسي في قضية الصحراء المغربية
حققت الدبلوماسية المغربية انتصارات متتالية في الدفاع عن الوحدة الترابية:
– مبادرة الحكم الذاتي : مقترح واقعي وقابل للتطبيق نال اعتراف المجتمع الدولي
– الاعترافات الدولية**: أكثر من 100 دولة تؤيد المقترح المغربي
– القنصليات الأجنبية : افتتاح 30 قنصلية عامة بالعيون والداخلة
العمق الإفريقي: عودة قوية للقارة الأم
عادت المملكة بقوة إلى محيطها الإفريقي من خلال:
– العودة للاتحاد الإفريقي : عام 2017 بعد غياب دام 33 سنة
– الشراكات الاقتصادية : تطوير علاقات اقتصادية قوية مع دول غرب ووسط إفريقيا
– الاستثمار الإفريقي : استثمارات مغربية كبيرة في القطاع المصرفي والاتصالات والطاقة
خامساً: التحول الرقمي والتكنولوجي – نحو مجتمع المعرفة
البنية التحتية الرقمية
حققت المملكة قفزة نوعية في مجال التكنولوجيا:
– شبكة الجيل الخامس : إطلاق شبكة 5G متطورة
– الألياف البصرية : تغطية 90% من السكان بالإنترنت عالي الصبيب
– الحكامة الإلكترونية : رقمنة الخدمات الإدارية وتطوير المنصات الإلكترونية
الاقتصاد الرقمي
نمو مطوري البرمجيات بنسبة 35% ووضع المغرب في المرتبة السابعة عالمياً في هذا المجال.
سادساً: التنمية الجهوية – الأقاليم الجنوبية نموذجاً
مشاريع تنموية ضخمة بالأقاليم الجنوبية
شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة نهضة تنموية حقيقية:
– ميناء الداخلة الأطلسي : مشروع استراتيجي يعزز الموقع اللوجستي للمنطقة
– الطاقات المتجددة : مشاريع شمسية وريحية عملاقة
– السياحة البيئية : تطوير الداخلة كوجهة سياحية ورياضية عالمية
– **الصيد البحري**: تطوير قطاع صناعي متطور للثروات البحرية
سابعاً: الثقافة والرياضة – إشعاع حضاري متجدد
النهوض بالتراث والثقافة
– ترميم المدن العتيقة والمعالم التاريخية
– إنشاء متاحف عصرية ومراكز ثقافية متطورة
– تنظيم مهرجانات دولية رفيعة المستوى
الرياضة: إنجازات وطموحات
– بناء مرافق رياضية حديثة ومتطورة
– استضافة أحداث رياضية كبرى (كأس إفريقيا، ألعاب البحر المتوسط)
– تطوير كرة القدم النسائية والرياضات الناشئة
ثامناً: الصحة والحماية الاجتماعية – نحو تغطية شاملة
إصلاح شامل للمنظومة الصحية
– التغطية الصحية الشاملة : تعميم نظام التأمين الصحي ليشمل 90% من السكان
– البنية التحتية : بناء مستشفيات جامعية ومراكز صحية متطورة
– مواجهة الأوبئة : إدارة نموذجية لجائحة كوفيد-19
الحماية الاجتماعية
تطوير منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية تشمل التقاعد والضمان الاجتماعي والدعم المباشر للأسر المحتاجة.
تاسعاً: البيئة والتنمية المستدامة – حماية الكوكب للأجيال القادمة
مكافحة التغير المناخي
– استضافة مؤتمر كوب 22 بمراكش عام 2016
– تطوير استراتيجية وطنية للتكيف مع التغير المناخي
– الاستثمار في الاقتصاد الأخضر والزراعة المستدامة
إدارة الموارد المائية
بناء أكثر من 50 سداً كبيراً وتطوير تقنيات حديثة لتحلية المياه ومعالجة المياه العادمة.
عاشراً: التعليم والبحث العلمي – بناء مجتمع المعرفة
إصلاح التعليم
إطلاق إصلاحات شاملة لتطوير جودة التعليم ومواكبة التطورات التكنولوجية والمهنية.
الاستثمار في البحث العلمي
– إنشاء جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية
– دعم مراكز البحث والابتكار
– تطوير شراكات أكاديمية دولية
الخلاصة: رؤية ملكية طموحة لمغرب المستقبل
بقلم: محمد رضي
صحفي وكاتب وباحث في الشؤون السياسية الاقتصادية
“رؤى استراتيجية”
في الذكرى الـ26 لعيد العرش المجيد
إن المسيرة التنموية الاستثنائية التي شهدتها المملكة المغربية خلال ست وعشرين سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، تعكس رؤية ملكية طموحة وشاملة لبناء مغرب عصري ومتقدم. هذه الإنجازات الكبرى التي شملت جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وضعت المملكة في مصاف الدول الناشئة والواعدة على المستوى الإقليمي والدولي.
إن النموذج التنموي المغربي، القائم على التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في الإنسان والبنية التحتية، والانفتاح على العالم مع الحفاظ على الهوية الوطنية، يُعتبر مثالاً يُحتذى به في المنطقة. واليوم، وبينما يحتفل المغاربة بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، فإنهم يتطلعون بثقة وأمل نحو مستقبل أكثر إشراقاً تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
الكلمات المفتاحية: صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عيد العرش المجيد، القيادة الرشيدة، المملكة المغربية، التراث العلوي الشريف، النهضة الحضارية، الإصلاحات الهيكلية، التنمية المستدامة، الوحدة الترابية، الدبلوماسية الملكية، المغرب الحديث