تقرير معهد أمريكي يدعو لإنهاء مهمة “المينورسو” ويؤيد مقترح الحكم الذاتي المغربي
الدارالبيضاء نجوم بريس 20- 3 – 2025
محمد رضي
أصدر المعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة تقريراً حديثاً يطالب بإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” في الصحراء، مشيراً إلى فشلها في تحقيق الأهداف المرجوة منها منذ تأسيسها عام 1991، وتحولها إلى عبء مالي كبير دون نتائج ملموسة.
فشل البعثة في تحقيق مهامها الأساسية
يؤكد التقرير الذي أعده الباحث الأمريكي مايكل روبين أن بعثة “المينورسو” كلفت المجتمع الدولي مليارات الدولارات على مدى أكثر من ثلاثة عقود دون أن تتمكن من إنجاز مهامها الرئيسية. وأشار روبين إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تعترف رسمياً بسيادة المغرب على الصحراء، وهو موقف يتوافق مع مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل واقعي ونهائي للنزاع.
تحول البعثة إلى عامل تأزيم
انتقد التقرير دور البعثة الأممية، موضحاً أنها تحولت إلى عنصر يعمق الأزمة بدلاً من المساهمة في حلها، حيث تمنح الشرعية لجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي تعيق عودة المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف إلى وطنهم. كما لفت التقرير إلى أن البعثة أصبحت كياناً إدارياً غير فعال، يفضل أفراده العيش في ظروف مريحة في مدن مثل العيون والداخلة، بدلاً من التركيز على إيجاد حل فعلي للأزمة.
دعوة لمراجعة بعثات حفظ السلام غير المجدية
دعا التقرير المنظمة الأممية إلى إعادة تقييم جدوى بعثات حفظ السلام التي لم تحقق أهدافها، وعلى رأسها “المينورسو”، معتبراً أن إنهاء مهامها يتماشى مع التوجه الدولي المتزايد لدعم مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل عملي ومستدام.
الموقف الأمريكي المتحفظ تجاه الأمم المتحدة
أشار التقرير إلى أن السياسة الأمريكية، خاصة خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، شهدت تقليصاً كبيراً في مساهمات الولايات المتحدة في عمليات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى انسحابها من عدة هيئات دولية، مثل مجلس حقوق الإنسان واليونسكو واتفاق باريس للمناخ.
وفي هذا السياق، نقل التقرير تعليق ريتشارد غوان، الباحث في مجموعة International Crisis Group، بأن ترامب “من المرجح أن يتخلى عن الاتفاقات والوكالات الأممية دون تردد”. كما أشار إلى أن إليز ستيفانيك، المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الإدارة الجديدة، وصفت المنظمة الأممية بأنها “مؤسسة فاسدة ومتهالكة وعاجزة”.
يخلص التقرير إلى أن استمرار بعثة “المينورسو” يعرقل الحل النهائي للنزاع بدلاً من أن يكون جزءاً من الحل، مؤكداً على ضرورة تبني مقاربة جديدة تتماشى مع الواقع السياسي الراهن، تقوم على الاعتراف الدولي المتزايد بسيادة المغرب على صحرائه، ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي وعادل.