اليوم العالمي للتوحد.. (؟!!؟)

 

اليوم العالمي للتوحد.. (؟!!؟)

 

 

مكناس نجوم بريس

 

أفادت ارقام منظمة الصحة العالمية أنه: “يصيب التوحد واحدا من كل 160 طفلا حول العالم، الذكور أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بأربع مرات مقارنة بالإناث، إذ يصيب التوحد واحدا من كل 37 طفلا ذكرا، وواحدة من بين كل 151 طفلة حول العالم.”

يعرف الأخصائيون مرض التوحد، على المستوى العالمي، انه “إضطراب في النمو العصبي يصيب الاطفال، ويؤثر على سلوكهم وتواصلهم الإجتماعي وإدراكهم.” وهو “فرط الحركة ونقص الإنتباه لدىٰ الأطفال”، والذي يوحي بالصعوبات التي يعيشها مرضىٰ التوحد في التواصل والتفاعل مع الٱخرين، فضلا عن أنماط غير معتادة من السلوكيات والإهتمامات التي يظهرونها.

و”يعود السبب في تسمية هذا الإضطراب “بطيف التوحد” إلى وجود تباين كبير في نمط الحالة بين فرد وٱخر، كما أن الأعراض لا تظهر مبكرا لدىٰ جميع الأطفال.”

وقد أثبتت الدراسات انه: “لم يستطع العلم إكتشاف جينات محددة مسببة للتوحد، بل هي على الارجح ناتجة من تفاعل عدة جينات مع بعضها البعض”، فيؤثر بعضها علىٰ نمو الدماغ وتطوره، وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها. بيد أن بعض انواع الخلل الجيني يفسِّر بعض الحالات فقط، مثل: متلازمة إكس الهش، ومتلازمة برادر ويلي، أو متلازمة إنجل مان.

يعاني المصابون بالتوحد من تأخر في تطور اللغة، فضلا عن ان 40 ٪ منهم لا يتحدثون. وتفيد الإحصائيات أن ثلث المصابين يتواصلون بشكل غير لفظي، كما يبلغ معدل الذكاء لدى 44 ٪ من المصابين بالتوحد، أعلى من المتوسط. ولا يوجد علاج طبي للتوحد. ولكن قد يساعد التدخل المبكر في تطوير مهارات التواصل لدى المصابين بالتوحد، بالإضافة إلى هذا، يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى العزلة، ويصبحون أكثر عرضة للتنمر بين سن 6 و15 سنة.

ووفقا لهذا، تحتفي الاوساط الدولية باليوم العالمي لمرض التوحد، والذي يصادف 2 ابريل سنويا، باعتباره مُناسبَة عالمية، وفُرصَة مُناسبِة لتثقيف الجمهور العام بشأن قضية “التوحد”، كمرض عصبي، أو إضطراب عصبي ذي الاهتمام إجتماعيا، وبالتالي لحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة هذه المشكلة العالمية، والإحتفال بإنجازات الإنسانية وتعزيزها تجاه هذه الظاهرة.

إحتضنت الأمم المتحدة اليوم العالمي لمرض التوحد، واعتمدته بوصفه أداة قوية للدعوة وإثارة الإهتمام بهذه الفئة المجتمعية عالميا، حيث يؤكد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصادر عام 2007 ( A/RES/62/139 ) على أهمية رفع مستوى الوعي العام بمرض التوحد وتأثيره على الحياة المجتمعية.

لهذا، تدعو الأمم المتحدة إلى الإحتفال باليوم العالمي للتوحد في 2 ابريل من كل عام، كوسيلة لتأكيد، وتعزيز، وتنفيذ جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأشخاص المصابين بالتوحد، على مستوى العالم، وذلك على أسس متساوية وشاملة مع الآخرين. وقد خلق الإحتفال بهذه المناسبة تقدما كبيرا بفضل جهد العديد من المدافعين عن هذه القضية، وكذلك مشاركة التجارب التي يعيشها الأشخاص المصابون بالتوحد على المستوى العالمي.

ويؤكد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصادر عام 2007 ( A/RES/62/139 ) على أهمية رفع مستوى الوعي العام بمرض التوحد، وذلك “لتسليط الضوء على الحاجة، للمساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش، حياة كاملة وذات مغزى، كجزء لا يتجزأ من المجتمع.”

فبعد مرور 17 عامًا في التوعية والتحسيس بمرض التوحد، أو ما يطلق عليه إضطراب “طيف التوحد”, أصبح فيما بعد، من الضروري تعزيز قبول وتقدير الأشخاص المصابين بالتوحد، ومساهماتهم في المجتمع.

ويقول بيان الأمم المتحدة: “إن احتفالية هذا العام تهدف إلى جلب منظور عالمي شامل حول التوحد من خلال التركيز بشكل فريد على أصوات وتجارب الأفراد المصابين بالتوحد أنفسهم. بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأشخاص المصابين بالتوحد، ليتمكنوا من تحقيق النجاح.”
عائشة الشقوندي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.