بتوجيهات ملكية سامية : مشاورات الترابية لتجويد المدرسة المغربية بمقر عمالة مقاطعات ابن امسيك
نجوم بريس
محمد رضى
تعتبر الحياة المدرسية جزءا من الحياة العامة المتميزة بالسرعة و التدفق، التي تستدعي التجاوب والتفاعل مع المتغيرات الاقتصادية والقيم الاجتماعية والتطورات المعرفية والتكنولوجية التي يعرفها المجتمع، حيث تصبح المدرسة مجالا خاصا بالتنمية البشرية والحياة المدرسية بهذا المعنى تعد الفرد التكيف مع التحولات العامة والتعامل معها بايجابية وتعلمه أساليب الحياة الجماعية، وتعمق الوظيفة الإجتماعية للتربية، مما يعكس الأهمية القصوى لإعداد النشء : أطفالا وشبابا لممارسة حياة قائمة على اكتساب مجموعة من القيم داخل فضاءات عامة مشتركة.
٨
تنزيلا للمشاورات الوطنية لتجويد المدرسة العمومية و تحت شعار : تعليم ذو جودة للجميع ، احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر عمالة مقاطعات ابن امسيك صباح اليوم الخميس 9 يونيو 2022 ، أشغال اللقاء الترابي المتعلق ببرنامج المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية.
ويندرج إطلاق هذه المشاورات على صعيد عمالة ابن امسيك في إطار مسعى وطني يستلهم لروح التوجهات الملكية السامية المتعلقة بورش إصلاح منظومة التربية والتكوين والبرامج الحكومية منها مشاريع القانون الإطار 51/17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والذي يعتبر إطارا تعاقديا ملزما للجميع وفق لمقتضيات دستور المملكة 2011 القاضي بمسؤولية الدولة والأسرة والجماعات الترابية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في تيسير ولوج تعليم ذي جودة لجميع المواطنات والمواطنين على قاعدة المساواة والإنصاف وتكافؤ الفرص .
وفي أفق توافق وطني بين جميع مكونات المجتمع المغربي حول سبل تنزيل “خارطة الطريق من أجل نهضة تربوية 2022-2026” الطامحة إلى إرساء مدرسة الجودة أولوية كبرى ورافعة للإنصاف وتكافؤ الفرص و توصيات النموذج التنموي الجديد .
وفي هذا الصدد، وتحت إشراف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء-سطات، و الرئاسة الفعلية للسيد عامل عمالة مقاطعات ابن امسيك، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ابن امسيك “اللقاء الترابي للمشاورات الإقليمية لتجويد المدرسة”.
وقد تميز هذا اللقاء بمشاركة منتخبين، وممثلو السلطات المحلية والمصالح الخارجية وجمعيات المجتمع المدني، وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، ومسؤولي مؤسسات أكاديمية، وفاعلين في المجال الرياضي والثقافي والفني وممثلين عن القطاع الخاص ورجال ونساء الإعلام الوطني ،
وقد افتتح اللقاء الذي ترأسه عامل عمالة مقاطعات ابن امسيك ، بكلمة دالة أشار فيها الى السياق العام للقاء الترابي الذي يندرج في سياق المشاورات الوطنية التي أعطت انطلاقتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تحت شعار: ”تعليم ذو جودة للجميع” وهي مشاورات بمنهجية جديدة من أجل إرساء خارطة الطريق بتدابير محددة وملموسة من أجل بلوغ مدرسة الجودة والانفتاح وتكافؤ الفرص، خاصة مع مخرجات النموذج التنموي الجديد مؤكدا أن فعاليات هذه المشاورات الترابية، من حيث طريقة التنظيم وتركيبة المشاركين، ستشكل فضاءات للنقاش البناء والمندمج على المستوى المحلي، حول المدرسة بوصفها نقطة ارتكاز المنظومة، وشأنا مجتمعيا، ورافعة أساسية للتنمية المستدامة ضمن مجالها الترابي عبر استثمار أمثل للرأسمال البشري. موضحا في الوقت ذاته الى العمليات الإجرائية لهده المشاورات إذ سيتركز كل النقاش حول إبراز مقترحات ملموسة لتنفيذ هذا المشروع المجتمعي، كما سيتم تجميع واستثمار المقترحات والآراء حول سبل تنزيل الإجراءات الواردة في خارطة الطريق 2022-2026 التي تطمح الوزارة من خلالها، وبتعاون مع شركائها إلى إرساء “مدرسة عمومية ذات جودة لإعداد الأطفال للمستقبل وتقليص الفوارق الاجتماعية”.
كماقدم السيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والرياضة عرضين “مشروع خارطة الطريق 2022-2026″و ” المشاورات الترابية ” والتي سيتم تعميق النقاش في اطار ثلاث ورشات والتي أشرف على مواكبتها السيد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوزين لجهة الدار البيضاء سطات ، شارك فيها مختلف الفاعلين في محاور متعددة من بينها «موقع مدرسة الجودة في تنمية الجماعة الترابية ” ، ودعم الجماعة الترابية للمدرسة”، و”الالتقائية بين طموح الجماعة الترابية وطموح المدرسة .
ويمكن، من هذا المنظور، تعريف الحياة المدرسية من زاويتين متكاملتين هما:
الحياة المدرسية باعتبارها مناخا وظيفيا مندمجا في مكونات العمل المدرسي، يستوجب عناية خاصة ضمانا لتوفير مناخ سليم و إيجابي، يساعد المتعلمين على التعلم واكتساب قيم وسلوكات بناءة. وتتشكل هذه الحياة من مجموع العوامل الزمانية والمكانية، والتنمية و العلائقية، والتواصلية، و الثقافية، و التنشيطية المكونة للخدمات التكوينية والتعليمية التي تقدمها المؤسسة